الحكومة التونسية تدخل معركة اختبار قوة مع سلفيين متطرفين
أعلنت الحكومة التونسية، اڵـتي يقودها حزب النهضة الإسلامي، معركة اختبار قوة لا تخلو من مخاطر مع متطرفين سلفيين. الحكومة قررت منع مؤتمر كان "تنظيم أنصار الشريعة" ينوي عقده يوم الأحد المقبل وبمشاركة آلاف الأشخاص.
قال راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة الإسلامي، الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس، في مؤتمر صحافي الأربعاء (15 مايو/ أيار 2013) بمقر الحزب بالعاصمة "نحن نؤيد إصرار الحكومة عڵـى تطبيق القانون بشأن مؤتمر تنظيم أنصار الشريعة السلفي، فلا أحد فوق القانون في دولة القانون". وأكد الغنوشي أن "العنف تحت غطاء الدين لا شرعية قانونية ولا إسلامية له"، مضيفا أن "أسوأ أشكال العنف ما يمارس باسم الدين".
وجاء كلام الغنوشي إثر إعلان تنظيم أنصار الشريعة عن مشاركة آلاف الأشخاص في تجمعه المقرر الأحد بمدينة القيروان (وسط) التاريخية. وشدد الغنوشي عڵـى أنه مع الحوار مع "السلفيين وغيرهم .. لكن عندما يتحول الأمر إڵـى عنف وزرع قنابل يصبح الحوار مع أجهزة الأمن"، وفق تعبيره. وحسم موقف الغنوشي الموقف داخل حزبه الذي كان حتى الآن يرفض استخدام القوة ضد السلفيين ويؤكد عڵـى تفضيل "الحوار" مع "أبناء" البلد.
وبدوره هدد وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو (مستقل) بملاحقة "كل من يدعو إڵـى القتل ويحث عڵـى الكراهية (..) أو ينصب خيما دعوية"، في إشارة إڵـى خيام يستخدمها السلفيون للدعوة لأفكارهم ونشرها. وتدخلت الشرطة السبت والأحد لاقتلاع خيم دعوية في العاصمة ومدن أخرى مستخدمة الغاز المسيل للدموع لتفريق سلفيين. وأصبحت وزارة الداخلية تشترط ترخيصا مسبقا لأي نشاط لأحزاب وجمعيات وتبدي حزما في تطبيق القانون.
تنظيم "أنصار الشريعة" مصر عڵـى عقد مؤتمره
وتواجه تونـس [Tunisia] منذ ثورة 14 يناير/ كانون الثاني 2011 تنامي مجموعات سلفية متطرفة وسط اتهام المعارضة للإسلاميين الذين هم في الحكم بالتراخي في مواجهة هذا التيار السني المتطرف. ونفذت هذه المجموعات المتشددة العديد من الهجمات العنيفة بينها الهجوم عڵـى السفارة الأميركية في تونـس [Tunisia] في 14 سبتمبر/ أيلول الذي خلف أربعة قتلى وعشرات المصابين. وفي الآونة الأخيرة أكدت الحكومة وجود مجموعات مسلحة "إرهابية" عڵـى علاقة بما يسمى بـ "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
وأكد تنظيم "أنصار الشريعة" من جانبه تصميمه عڵـى تنظيم مؤتمره معلنا مشاركة أكثر من 40 ألف شخص فيه الأحد. وقال سامي الصيد احد منظمي المؤتمر، وهو من الأفغان العرب وسجين سابق بغوانتانامو لوكالة فرانس برس "لسنا بحاجة لترخيص لتنظيم تجمعنا". وأنصار الشريعة المسجلة كمنظمة غير حكومية ولدت في أبريل/ نيسان 2011 واستفاد قادتها من عفو عام في خضم الثورة التونسية.
ويشتبه في أن زعيم هذا التنظيم سيف الله بن حسين المكنى بأبي عياض،والذي قاتل مع تنظيم القاعدة، هو منظم الهجوم عڵـى السفارة الأميركية. وكان هدد في الآونة الأخيرة بشن الحرب عڵـى الحكومة متهما حزب النهضة باتباع سياسة منافية للإسلام.
DW.DE
أ.ح/ ع.ش (أ ف ب)
الحكومة التونسية تدخل معركة اختبار قوة مع سلفيين متطرفين