فوزي عبد العالي :هناك تقدم ملموس في أستعاب الثوار و ليبيا لن تكون شرطياً لأوروبا

 أعلن وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية فوزي عبد العالي عن تحقيق تقدم ملموس في برامج استيعاب الثوار من مختلف مناطق ليبيا بمؤسسات وزارة الداخلية المختلفة، ونفي أن يكون ما جد في بني وليد يوم الاثنين الماضى من حوادث مؤسفة، تمردا عن النظام الجديد موضحا ان الحكومة قد شكلت لجنة تحقيق مختلطة للتأكد من خلفيات ما جرى ومعالجة القضية بصورة صحيحة. 
وفيما يخص ظاهرة الهجرة غير الشرعية أوضح ان ليبيا تواجه مشاكل ومخاطر كبيرة بسبب الهجرة غير الشرعية وتحتاج الى مساعدات كبيرة لمواجهتها مؤكدا ان ليبيا لن تكون شرطيا لأوروبا في مواجهة هذه الظاهرة .
وأوضح عبد العالي في مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء بقاعة المؤتمرات الصحفية بمقر الحكومة الانتقالية في طرابلس برنامجا تمحور حول مسالة استيعاب الثوار في وزارة الداخلية، وقضية الهجرة غير الشرعية، أوضح ان وزارة الداخلية استوعبت حتى الآن أكثر من 3000 ثائر من طرابلس وحدها في أجهزة الشرطة والأمن المختلفة، وان العمل جار في مختلف المدن والمناطق الليبية لاستيعاب المزيد من الثوار وذلك من خلال 17 لجنة مختصة تم تشكيلها لهذا الغرض موزعة على مناطق ليبيا.
وتابع وزير الداخلية في سرده لجهود الوزارة بهذا الشأن انه استكمالا للخطة المعتمدة عقدت ترتيبات واتفاقات مع الأمم المتحدة وبعض الدول الشقيقة مثل الأردن وتركيا ودولة الإمارات العربية لتدريب الثوار وتأهيلهم وتجهيزهم للقيام بمهام ضبط الأمن وحفظه في البلاد.
واستطرد موضحا انه بمقتضى هذه الاتفاقيات سيتم إيفاد 10000 من الثوار الى معاهد متخصصة للتأهيل في الأردن فيما سيتم إرسال 750 من خريجي كلية الشرطة الحديثين الى تركيا لتلقى تدريبات متقدمة في مجال الأمن، مؤكدا أن المعاهد والكليات الليبية المتخصصة في مجال تكوين كوادر الشرطة ورجال الأمن ستفتح في القريب العاجل لكل راغب سواء من الثوار او المواطنين العاديين في الانضمام والدراسة وفق الشروط المنصوص عليها في لوائحها.
وحول ظاهرة الهجرة غير الشرعية وجه وزير الداخلية نداء عاجلا إلى الدول المعنية والمنظمات الدولية المختصة لمساعدة ليبيا في مكافحة الهجرة ومعالجة آثارها.
وأوضح أن هذه الظاهرة التي تؤرق العالم وتسبب مشاكل لمعظم الدول تستوجب تعاونا على المستوى الدولي وان دولة لوحدها لن تستطيع مواجهتها بفاعلية. وأكد أن الحكومة الليبية التي تعاني بشكل كبير جراء هذه الظاهرة التي ورثتها عن النظام السابق الذي استغل ظاهرة الهجرة لابتزاز اوروبا، لن تكون شرطيا لأوروبا في مواجهة الهجرة، وانه بدون دعم أوروبي ملموس، إن على مستوى تكوين الأفراد او التجهيز الفني او تأهيل معسكرات الإيواء، فإن ليبيا لن تستطيع مراقبة حدودها المترامية الأطراف من موجات الهجرة الجماعية التي تتدفق من دول أفريقيا المختلفة .
وأوضح إن وزارة الداخلية تحتاج إلى منظومة الكترونية لمراقبة الحدود وكذا تأهيل 19 معسكر إيواء موزعين على مختلف المناطق تفتقر لأبسط مستلزمات استقبال المهاجرين وإدارة شؤونهم المختلفة، مشددا على ضرورة قيام تعاون وتنسيق فعال بين ليبيا والدول المجاورة لها لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
أحداث بني وليد
وحول الوضع في بني وليد التي شهدت الاثنين حوادث مؤسفة، استبعد فوزي عبد العالي أن يكون ما حدث تمردا يقوم به أتباع النظام المنهار، مؤكدا ان النظام السابق لم يعد له وجود في ليبيا، وانه لا يعتقد بأن عاقلا يمكن ان يجازف اليوم بتحدي ثورة 17 فبراير التي يقف وراءها كل الشعب الليبي وقدم في سبيلها الأرواح والدماء الزكية، مشيرا إلى أن لجنة تحقيق تم تشكيلها للنظر في خلفيات هذه الأحداث وتحديد المسؤولين عنها لاتخاذ الإجراءات المناسبة في الخصوص وتفادي أية أخطاء قد تقع..
واستطرد أن رئاسة الحكومة الانتقالية التي تتابع الأحداث بقلق ستصدر بيان بالخصوص. لافتا إلى أن هذا الحدث قد ضخم كثيرا لأنه أخذ طابعا عنيفا خلافا لحوادث مماثلة تحدث بين الحين والآخر في مناطق متفرقة يقتصر فيها الخلاف على الجدل والاحتجاج.