المركز العربي لحقوق الإنسان ..وحملة توعية مليون مواطن ليبي

تشكل حقوق  الإنسان أهم المحاور الكبرى لثورة 17 فبراير ، حيث إن من أبرز أهدافها تحرير الإنسان سياسياً واقتصادياً وفكرياً واجتماعياً .
إذ أن هذه  الحقوق كانت مستباحة على نطاق واسع إبان عهد النظام السابق  حيث اختزل الحقوق السياسية داخل نطاق أيدولوجية  فوضوية لا تعرف معنى الاستقرار السياسي واغتصبت  الحقوق الاقتصادية من قبل اشتراكية بالية تخالف منطق الحياة  والطبيعة  ، وجمدت  الحقوق الاجتماعية واستغلت في عملية سلب الحقوق الاقتصادية والسياسية .
ولا شك في أن هذه الانتهاكات  الجسيمة لحقوق الإنسان في ليبيا كانت واحدا من أسباب الأزمات التي عايشها المواطن الليبي مع الحقبة السوداء السابقة ، وكانت إحدى المحركات الأساسية لقيام ثورة الشعب .
لذلك يرئ  المركز العربي الأوروبي  لحقوق الإنسان والقانون الدولي بأن نشر الوعي بثقافة حقوق الإنسان والحريات العامة بين الشرائح المختلفة للمجتمع الليبي وتزويدهم بالمعرفة الصحيحة عنها وإثارة حماسهم لها هو أحد سبل تطوير هذه الحقوق وحمايتها باعتبار أن وعي المواطن بحقوقه الأساسية مقدمة ضرورية  نحو تمسكه  بها ، وتمسكه بها هو شرط ضروري  لوقف انتهاكها وحمايتها بل إن هذا الوعي بالحقوق يمثل خط دفاع أول لحمايتها ومنع الاعتداء عليها
لذلك وضع المركز في أولويات خطة عمله لعام 2012 م تهدف إلي  توعية مليون مواطن ليبي أو أكثر بمفهوم حقوق الإنسان  والمواثيق  الدولية الصادرة بالخصوص وهو بذلك يكون وضع حجر الأساس في استقرار  البلاد وتوجهه نحو مجتمع مدني ديمقراطي يتطلع إلى الحرية والعدل والمساواة وإعادة بناء المؤسسات وإنشاء دولة القانون .
 كما تهدف الحملة إلي تعزيز ثقافة حقوق الإنسان والعمل على تكوين فهم مشترك للمبادئ الأساسية والمنهجيات الخاصة بالتثقيف في مجال حقوق الإنسان  واعتماد الصكوك الدولية  بالتثقيف  في مجال حقوق الإنسان على الصعيد الوطني الليبي  و كذلك ضمان التركيز على التثقيف في مجال حقوق الإنسان في ليبيا وإيجاد إطار جماعي مشترك لجميع الأطراف الفاعلة المعنية إضافتاً إلي تعزيز الشراكة والتعاون  على كل المستويات  واستغلال البرامج الحالية للتثقيف في مجال حقوق الإنسان ودعمها و أيضاً تعزيز الممارسات الناجحة وإيجاد الحوافز التي تحث على مواصلة  أو توسيع نطاقها أو إيجاد ممارسات جديدة .
و أتخذت حملة المركز الآلية للتنفيذ منها إعداد برامج ومقابلات ودعايات عن طريق القنوات الفضائية والمحلية و إعداد دورات تدريبية في الجوانب الحقوقية  كذلك استخدام  شبكة المعلومات الدولية و إرسال  رسائل نصية توعوية  هادفة عن طريق إحدى شركات الاتصال  وإعداد الندوات والمحاضرات والملتقيات والمؤتمرات وورش العمل والدروس  وإعداد  وتوزيع الملصقات والمطويات والنشرات  والمجلات والصحف أو المشاركة  بالنسبة للأخيرتين   و إعداد مراسم حرة  بالنسبة لطلبة المرحلة الابتدائية  و الاستغلال الأمثل للأيام العالمية والمناسبات الحقوقية  عن طريق  إقامة المهرجانات والحفلات وإصدار البيانات وغير ذلك من البرامج .