المؤتمر الوطني .. والقطط الجائعة..

رضوخ المؤتمر لابتزاز رجال المليشيات والاستجابة لطلباتهم بأقرار القانون سيء السمعة (قانون العزل السياسي) الذى يقضى بعزل الليبيين الذين عملوا في الدولة الليبية، فترة حكم القذافي، وإقراره تحت تهديد مجموعات مدججة بالسلاح الثقيل ، من الميم طا وراجمات الصواريخ إڵـى الاربي جي، والرشاشات.


ذكرتني بحكاية رواها لي زميلي وصديقي الصحفي منصور شاشاتي،عن معاناة اهل السودان، أيام الحكم التركي، من ممارسات قاسية بحق من يرفض دفع الضرائب الباهضة اڵـتي كانوا يفرضونها السكان الذين حكموهم بالحديد والنار، أو ما يعرف في ذلك الوقت بالجباية، اڵـتي يقوم بتنفيذها موظف يسمى (باش بزق) ، وكان من بين الأساليب اڵـتي اتبعوها لاجبار االناس عڵـى دفع الضرائب المجحفة، هو وضع القطط بعد تجويعها في شوال واحد يضمها مع الشخص الذي يمتنع عن دفع الضريبة لتنهش أعضاءه التناسلية، مما يجعله يستسلم فوراً ويدفع الضريبة الباهظة، ولو أنها تفوق مقدرته المالية.


الجميع يعرف أن التصويت عڵـى قانون العزل لا يخدم إلا مصالح الجهات الأقوى، وتم بطريقة غير شرعية وغير قانونية وباطلة، لأنه تم تحت التهديد ولم يكن باستطاعة اعضاء المؤتمر، أن يرفضوا مطالب وتوصيات الكتائب والمليشيات المسلحة ، بسرعة البت في اقراره عڵـى ما فيه من ظلم وإجحاف، حتى لا يكون مصيرهم كمصير ذلك المواطن المسكين، الذي أدخلوه شوالا مع القطط الجائعة ..


ولهؤلاء نقول:


اذا أردتم بالفعل تطبيق العزل السياسي، فالقضاء أمامكم، والوطن يبنى بتطبيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية ، ومعاقبة كل من أجرم في حق الشعب الليبي سواء أكان هذا قبل 17 فبراير أو بعده وفي مقدمتهم أولئك الذين صالحوا النظام البائد تحت أي ذريعة من الذرائع.



المؤتمر الوطني .. والقطط الجائعة..