أمير جديد في قطر... تغيير في الصورة واستمرارية سياسية



تجدد قطر صورتها مع تنازل اميرها الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني عن الحكم لابنه الشاب تميم البالغ من العمر 33 عاما، الا ان ذلك لن يؤثر بحسب المحللين عڵـى تموضعها السياسي ودورها البارز في الدبلوماسية الدولية. ومع وصول الامير الشاب والتغيير الحكومي والمغادرة المتوقعة لرئيس الوزراء النافذ الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني، باتت تبدو صورة القيادة القطرية مختلفة تماما عن شركائها الخليجيين، اذ يحكم غالبية دول الخليج حكام معمرون.



وبعد 18 عاما من استلامه الحكم بعد انقلاب غير دموي عڵـى والده، يترك الشيخ حمد (61 عاما) لابنه تميم "بلدا مستقرا يتمتع بعلاقات جيدة مع جيرانه الخليجيين، لاسيما مع السعودية"، بحسب قال المحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان. وكانت العلاقات بين البلدين متوترة في الفترة الاولى من حكم حمد اڵـى ان تصالحا في 2007-2008. وبحسب بدرخان، فانه "لا يجب ان نتوقع تغييرا في سياسة قطر". واضاف المحلل اللبناني المقيم في لندن ان "الشيخ تميم سيكون عليه بالتاكيد ان يجد طريقه وطريقته، بعد الحكم الغني بالانجازات لوالده الذي حول الدولة الخليجية الصغيرة وشبه المفلسة عند وصوله للحكم اڵـى اكبر مصدر للغاز المسال في العالم وصاحبة اعلى دخل للفرد".



بدوره، قال المحلل اوليفييه دالاج صاحب كتاب "قطر سادة اللعبة الجدد"، ان الامير الجديد سيؤمن الاستمرارية للسياسة القطرية. وقال "في المرحلة الاولى، لا نتوقع حصول تغييرات كبيرة في توجهات قطر". واضاف ان سبب ذلك هو ان "سياسة قطر هي نتيجة استراتيجية طويلة المدى تم وضعها منذ اكثر من 15 سنة وقد نجحت لدرجة كبيرة، وايضا لان الامير الجديد سيخطو خطواته الاولى كحاكم تحت انظار والده". الا انه راى انه "مع الوقت، ستظهر شخصية الشيخ تميم اكثر وسيكون هناك تغيير في الاسلوب، وربما في المضمون، مقارنة مع المرحلة اڵـتي تنتهي الآن".



وفرضت قطر اڵـتي لا يتجاوز عدد مواطنيها 250 الف نسمة وعدد سكانها المليوني نسمة، نفسها لاعبا اساسيا عڵـى الساحة الاقليمية والعالمية، وذلك بفضل استثماراتها الضخمة في الغرب ونشاطها الدبلوماسي الكبير الذي تكثف مع بدء احداث الربيع العربي مطلع 2011. وسمحت الثروة الهائلة لقطر بوضع استثمارات ضخمة في مجالات الصناعة والعقارات والفنادق الفخمة والرياضة. وفرضت قطر نفسها ايضا مع فوزها بحق استضافة كاس العالم لكرة القدم في 2022. وعلى الصعيد الدبلوماسي، بنت قطر لنفسها في السنوات الاخيرة دورا كبيرا في الملفات الاقليمية الشائكة، وهي اڵـتي كانت تركت في السابق الجسور مفتوحة مع كل من ايران واسرائيل. وقدمت قطر مساعيها الحميدة في الملف اللبناني اذ رعت اتفاق الدوحة، واستضافت محادثات السلام في دارفور والمحادثات بين الفلسطينيين، قبل ان تدعم بقوة الانتفاضات في دول الربيع العربي. كما شكلت قناة الجزيرة مصدر قوة مهم لقطر بفضل انتشارها في العالم العربي والعالم. ولا ينحصر دور قطر في المنطقة فقد افتتحت عڵـى ارضها في وقت سابق هذا الشهر اول مكتب سياسي لحركة طالبان، وذلك لدعم مفاوضات المصالحة والسلام في افغانستان بعد 12 سنة من الحرب. وقال دالاج ان "قطر تملك ترسانة مالية ضخمة تجبر دول الجوار والعالم عڵـى احترامها، وبات دورها الدبلوماسي المدعوم بالثروة معترفا به، كما ان الحس الاستراتيجي الذي يتمتع به الشيخ حمد سمح له بالا تباغته احداث الربيع العربي، وقام بدعم الاحتجاجات في تونـس [Tunisia] ومصر وليبيا وسوريا".




من جهته، قال مدير مركز بروكينغز الدوحة سلمان شيخ لوكالة فرانس برس ان "اسس السياسة الخارجية لقطر لن تتغير في الوقت الراهن، لاسيما في الملف السوري وفي موضوع العلاقة مع مصر وتونس". الا ان سلمان شيخ راى ان "هذه القفزة بين الاجيال سيكون لها تداعيات في منطقة الخليج بالرغم من ابلاغ قطر (للخليجيين) مسبقا بهذا التغيير".



المصدر: إيلاف



kh


المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق