هل ستخسر سوريا بعد فوز روحاني؟


لن يكون أمام الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني الكثير من الوقت ليبدأ مواجهة الكثير من التحديات والضغوط الدولية. ويواجه روحاني أمرا دقيقا لم يجربه غيره وهو أنه يبدأ ولايته الأولى وبلاده تعيش أكبر مدى للعزلة وكذلك ضغوطا غير مسبوقة بشأن الحرب في سـوريا [Syria] اڵـتي دخلت عامها الثالث. فما الذي سيفعله روحاني بشأن سوريا؟ هل سنشهد فترة جديدة في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية بين إيران وحليفها التقليدي سوريا؟



إيديولوجيا الوسط المعتدل



وفي الوقت الذي عبر فيه زعماء من الغرب عن آمال متصاعدة في أن يقود انتخاب روحاني إڵـى تغيير في تلك السياسة، من الضروري أن نبقى عقلانيين تجاه الإيديولوجيا اڵـتي تقود الوسط المعتدل في إيران وصلاحيات الرئيس وهيكلة السياسة الإيرانية وأهداف سياستها الخارجية؟ وأولا من الضروري التذكير بأنّ تعامل السياسة الوسط المعتدل في إيران مع سـوريا [Syria] تستند إڵـى مبادئ عامة تمس توازن القوة والمعطى الديني والجيو-سياسي وليس من منطلق حقوق الإنسان. ورغم أن روحاني دعا إڵـى حوار بناء مع الخارج واعتمد لهجة لينة، عڵـى خلاف لهجة المحافظين وآخرهم سلفه أحمدينجاد، إلا أنه لم يدع الأسد إڵـى التنحي كما لم يضغط من أجل تعليق ووقف دعم طهران لدمشق. ومن منطلق عقيدة الوسط في إيران، يعد سحب الدعم من دمشق إضعافا لسياسة طهران الخارجية وإضرارا بما يعتبره هذا التيار إضفاء للتوازن في العلاقات الدولية في المنطقة وهو ما يؤدي حكما إڵـى إضعاف سلطته. كما يكتسي ذلك أهمية بالغة عندما نتذكر أن تيار الوسط يرى في عدة ظروف تحيط بالمنطقة تهديد وجود لإيران من خلال احتضان عدة دول في المنطقة من ضمنها المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين قواعد عسكرية أمريكية. كما أن دور المرشد الأعلى الذي يقود السياسة الخارجية يجعل من دور الرئيس ضعيفا حيث أنه لا يسيطر عڵـى تفاصيل تلك السياسة رغم أنه بإمكانه في نهاية الأمر الإدلاء برايه علنا مع ما يثير ذلك من نقاشات تقتضي بدورها توافقا داخليا بشأنها. والأهم من ذلك أن المرشد الأعلى شدد عدة مرات عڵـى أنّ بقاء بشار الأسد يعد أمرا حيويا بالنسبة إڵـى طهران معتبرا أنّ النظام السوري مستهدف من قبل إسرائيل ومجموعات إرهابية ومؤامرات خارجية.



العلويون والإخوان



يضاف إڵـى ذلك معطى إيديولوجي وديني عڵـى درجة قصوى من الأهمية وهو أنّ السياسة الخارجية الإيرانية تعترف أنّها صمّام أمان للقيم الإسلامية-ولاسيما الشيعية. وتعد النخبة العلوية الحاكمة في سـوريا [Syria] موقعا متقدما لتلك السياسة وتعزيزها وتحقيق أهداف السياسة الخارجية الإيرانية. ومن غير المرجح أنّ تغير إيران-في ظل حكم روحاني- سياستها إزاء سـوريا [Syria] سواء بدفع الأسد إڵـى التنحي أو تعليق ووقف الدعم له، حيث أن ذلك يعد إضعافا لإيران بغض الطرف عن هوية حاكمها. وإذا خسر العلويون الحكم في سـوريا [Syria] ستكون حكومة دمشق المقبلة ذات أغلبية سنية حيث أن نحو ثلاثة أرباع سكان البلاد هم من الطائفة السنية.



حكم رجال الدين



وأخذا بعين الاعتبار ان حكام دول الربيع العربي ولاسيما في مصر وتونس، حيث توجد حكومات ذات مرجعية دينية سنية، سيكون الشرق الأوسط مقبلا عڵـى تحول استراتيجي كبير ستكون إيران الخاسرين فيه مقابل صعود مصالح دول الخليج ولاسيما المملكة العربية السعودية. ويمكن القول بالتالي إنّه من غير المرجح أن يتغير الموقف الإيراني من الملف السوري بهدف استمرار المحافظة عڵـى ما تعتبره إيران توازنا في القوى الدولية والإقليمية ومصالحها السياسة والاقتصادية واستمرار حكم رجال الدين فيها.



المصدر: سي إن إن عربية



kh



هل ستخسر سوريا بعد فوز روحاني؟
المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق