تسليح المعارضة السورية.. حكاية ناقصة!



يعيش مقاتلو المعارضة السورية عڵـى اخبار دعمهم بالسلاح، مثل حكاية ناقصة. يستمعون اڵـى ما وصلت اليه قيادتهم العسكرية في المفاوضات مع الدول الغربية، للحصول عڵـى "دعم دائم بالاسلحة والعتاد". لكن شيئاً من الاصرار يدفعهم اڵـى السعي قدماً لاسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ولو اضطر بعضهم، كما يقول اڵـى القتال بالحجارة.



وضع المقاتلين ميدانياً متأرجح. والجبهات لم تعد بالسخونة، اڵـتي عاشتها الثورة في بداياتها. والكل ينتظر مصيراً متعلقاً بقرار حاسم، قد تتخذه الدول الكبرى في معارك المعارضة الداخلية. يقول لؤي المقداد، المتحدث باسم مقاتلي المعارضة إن "المجلس العسكري الاعلى بقيادة اللواء السابق سليم ادريس تسلم دفعات عدة من الأسلحة".

مشيراً في وقت سابق، اڵـى انها اول شحنات من احدى الدول الداعمة للشعب السوري وهناك وعود صريحة من دول عربية واجنبية بإرسال المزيد خلال الأيام القادمة".

وفيما تعمل الدول الـ11 الداعمة للشعب السوري، او ما يسمى بدول "اصدقاء سورية" عڵـى استصدار قرارات لتسليح المعارضة، برز امس قرار جامع لها من الدوحة بـ"تقديم دعم عاجل للمعارضة عڵـى الارض لمواجهة الهجمات الوحشية للنظام وحلفائه، عڵـى ان تختار كل دولة طريقة الدعم اڵـتي تريد".



وتعارض موسكو، اڵـتي تقول انها لن تلغي عقود التوريد العسكرية مع دمشق تسليح قوات المعارضة وتقول انها "تضم جماعات ارهابية"، وحذرت من ان "رحيل الاسد يمكن ان يسبب فراغاً سياسياً خطيراً". وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بلاده لم تتخذ بعد قراراً رسمياً بشأن تسليح المعارضة، لكنه قال ان "آمال الغرب في اجراء محادثات للتوصل اڵـى تسوية سياسية لن تتحقق إلا من خلال تعزيز المعارضة".



اما وزير الخارجية الاميركي جون كيري، فقال إن "إطار الحل السياسي للأزمة السورية موجود وقائم"، وأضاف أنه "بعد أن تأكد استخدام السلاح الكيماوي واستمرار العنف ودخول حزب الله في المعركة، قررنا أنه لا خيار أمامنا من أجل الوصول إڵـى هذه المفاوضات إلا أن نقدّم دعماً أكبر من نوع أو آخر، وأنه يجب عڵـى كل دولة أن تقدّم الدعم الذي تراه مناسباً"، مؤكداً في الوقت نفسه عڵـى "الأهمية البالغة لعقد مؤتمر جنيف 2". ورحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مستهل زيارة رسمية اڵـى الدوحة بالقرار بـ"تعزيز دعمها لمقاتلي المعارضة السورية في مواجهة قوات نظام الرئيس بشار الاسد". وفي رد فعل، انتقدت ايران قرار الدول الغربية والعربية تسليح مقاتلي المعارضة في سورية لمحاربة نظام الرئيس بشار الاسد، حسب ما اوردت وكالة الانباء الايرانية.



ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان قوله ان "الذين يدعمون ارسال اسلحة لسورية مسؤولون عن قتل الابرياء وزعزعة استقرار المنطقة". وخلال مؤتمر في الدوحة اعلنت الدول الداعمة لمقاتلي المعارضة في سـوريا [Syria] انها "ستزودهم بصورة عاجلة بكافة المعدات والاجهزة اللازمة". وجاء في البيان الختامي للاجتماع الذي شاركت فيه 11 دولة منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ان المعدات سترسل عبر المجلس الاعلى للجيش السوري الحر. ووافق وزراء الدول الـ11 عڵـى دعم مقاتلي المعارضة "لتغيير ميزان القوى عڵـى الارض".

وطلبوا من ايران و"حزب الله" اللبناني وقف دعم نظام الاسد لان ذلك "يهدد وحدة سورية، وقد يشعل المنطقة برمتها". وانتقد عبد اللهيان الولايات المتحدة لدورها في مؤتمر الدوحة. وقال "بدلا من ارسال اسلحة اڵـى سورية، عڵـى واشنطن ان تدعم وقف العنف والحوار الوطني ليقرر السوريون مستقبلهم". ودعا واشنطن اڵـى "وقف دعمها للارهاب والقتل وتدمير البنى التحتية في سورية". واعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان ايران "لن تسمح ابداً بفرض حل سياسي عڵـى الشعب السوري من الخارج" حسب ما نقلت وسائل الاعلام. كما انتقد صالحي قرار ارسال اسلحة اڵـى سورية، بالقول "اني مندهش لان الغرب الذي يتحدث دائما عن حقوق الانسان يرسل اسلحة اڵـى ارهابيين يأكلون لحوم البشر". وكان يشير اڵـى فيديو نشر عڵـى الانترنت الشهر الماضي ظهر فيه مقاتل من المعارضة يخرج قلب جندي سوري من صدره ويأكله.



المصدر: الحياة



kh


المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق