عبدالباسط أحمد أبومزيريق: مشروع تأسيس كيان سياسي ذا قاعدة شعبية



مشروع وطن



معا نبني وطنا بحجم الحب الساكن في القلوب
مشروع تأسيس كيان سياسي ذا قاعدة شعبية




توطئة:-



أحزاب النخبة..



هذه الأحزاب تقوم عڵـى شخص أو مجموعة من الأشخاص تكرر ذات العبارات وتنادي بنفس الأهداف اڵـتي لا تعدو أن تكون ثوابت وطنية لا يختلف عليها الليبيون.. وعليه ما جدوى تعددها ولماذا هذا الإسهال الحزبي؟ الجواب يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان السبب هو رغبة الجميع في رئاسة هذه الأحزاب فكل شخص يجمع من حوله عددا لا يتعدى أصابع اليد الواحدة ليؤسس بهم حزبا يرأسه لذا تتكاثر هذه الأحزاب يوميا وسنرى بعد أيام أن عددها ربما وصل إڵـى مائتين أو أكثر.. فما السبيل للقضاء عڵـى هذه الظاهرة خاصة وأن هذه الأحزاب تتفاوت قوة وضعفا بحسب مصادر تمويلها المشبوهة لأن الحزب السياسي لا يقوم إلا بالمال ومن يدفع المال هو الذي يحكم وإن من وراء ستار. فما السبيل للقضاء عڵـى هذه الأحزاب الكرتونية والبحث عن بديل حقيقي تكون لديه قاعدة شعبية حقيقية ؟.. قديما كانت الأحزاب القوية تعتمد عڵـى زعيم وطني حقيقي يلتف حوله الناس فبهم ومعهم يصعد هذا الزعيم قمة الهرم ويؤسس حزبا حقيقيا يقود البلاد كما فعل مانديلا في جنوب افريقيا وغاندي في الهند والسعداوي في ليبيا [libya] خمسينيات القرن الماضي.. والسبيل الثاني هو الأحزاب العمالية ذات القاعدة الشعبية الحقيقية من خلال قيادات عمالية أفرزتها هذه القاعدة.. وبعد ثورة 17 فبراير في ليبيا [libya] كان الأمل يحذونا إڵـى أن تفرز الثورة زعيما حقيقيا يلتف حوله الناس وكان المستشار مصطفى عبدالجليل مشروعا مثاليا لذلك لكنه اغتيل سياسيا وفي رأيي أن هذا حدث بعد أن صرح تصريحا خطيرا في مايو العام الماضي هذا التصريح نبه أعداء الثورة الكثر ممن تعاملوا مع نظام القذافي إڵـى خطورة هذا الرجل عليهم.. فقد صرح المستشار بأن كل شخص عمل مع القذافي ونظامه سيقدم للمحاكمة بمن فيهم هو نفسه أي المستشار سيخضع للمحاكمة.. هذا التصريح بداية النهاية لمشروع الزعيم الوطني لأن من لا مصلحة لديهم في حدوث ذلك كونهم عملوا مع القذافي وهم كثر سيجدون أنفسهم أمام المحاكم بدل تولي السلطة فبدأت عملية الاغتيال بمساعدة الكثير من الدول اڵـتي تعلم جيدا خطورة أن يكون في بلد ما زعيم وطني حقيقي.. وهكذا ضاعت هذه الفرصة عڵـى ليبيا.. كما أن الاتحادات العمالية والنقابات العمالية غائبة تمام عن الواقع الليبي وعليه لا يمكن الاعتماد عڵـى العمال لتأسيس حزب ذا قاعدة شعبية.. فما العمل إذن؟..



السبيل الوحيد من وجهة نظري هو اعتماد القاعدة الشعبية (الناس) لتأسيس كيان سياسي يكون هؤلاء الناس هم قواعده اڵـتي تفرز نخبا سياسية حقيقية تصل إڵـى أعلى الهرم عبر انتخابات وآلية محددة مع العمل عڵـى دفع مبلغ رمزي من كل شخص يشتري به تاريخا له ولأسرته باعتباره مؤسسا لهذا الكيان.. كيان سياسي يقوم عڵـى الثوابت الوطنية اڵـتي تزايد بها كل أحزاب النخبة. حزب أقرب للديمقراطي الأمريكي والعمال البريطاني واليسار الفرنسي الذي يرى أن عڵـى الدولة واجب تقديم خدمة للناس الفقراء تتمثل في التأمين الصحي والضمان الاجتماعي والتعليم المجاني مقابل ضرائب عڵـى الأغنياء.. ونبتعد بذلك عن الأحزاب الأيدلوجية اڵـتي ستجلب الخراب لليبيا.



من هنا أقدم إليكم هذا المشروع الوطني والذي أرى فيه وسيلة مثلى لإنقاذ ليبيا [libya] من الفوضى اڵـتي تعيشها ومن العبث الذي يمارسه أشخاص باسم الديمقراطية من خلال تأسيس أحزب كرتونية تقف خلفها أجندات ومصادر تمويل مشبوهة لدول عدة وأفراد.



فكرة المشروع:



تقوم فكرة المشروع عڵـى دعوة الناس البسطاء لتكوين حزب سياسي منهم جميعا معتمدا عڵـى الترابط الاجتماعي القائم في ليبيا  ذلك أن أغلب مدنها تقوم عڵـى مجموعة من القرى والمناطق المتجانسة اجتماعيا والتي تربطهم أواصر قربى ونسب إضافة إڵـى الطابع القبلي لبعض المدن الأخرى كل هذا بالإمكان الاستفادة منه في هذا المشروع بحيث تصبح هذه الأمور من عوامل النجاح لهذا المشروع  وذلك من خلال العمل عڵـى تأسيس قواعد حزبية في هذه المناطق ولنأخذ إحدى المدن مثالا عڵـى ذلك..



تنقسم مصراتة تقريبا إڵـى 50 قرية ومنطقة فلو تنادى سكان كل قرية ومنطقة في مصراتة إڵـى التسجيل كأعضاء مؤسسين لهذا الكيان السياسي والذي يقوم عڵـى الثوابت الوطنية اڵـتي تنادي بها جميع الأحزاب المنتشرة في ليبيا [libya] كالوحدة الوطنية والشريعة الاسلامية والعدالة الاجتماعية والتداول السلمي للسلطة وغيرها من الثوابت والتي تشعرنا أن ما تنادي به هذه الأحزاب والتجمعات من أهداف ومبادئ لا تعدو أن تكون عملية نسخ لهذه الثوابت.. هذا الكيان السياسي باعتباره يعتمد القاعدة الشعبية والناس البسطاء ينادي بضرورة تدخل الدولة في حياة الناس من خلال تقديم خدمات لهم كالتأمين الصحي والضمان الاجتماعي والتعليم المجاني إضافة إڵـى سيطرتها عڵـى نسبة 51% من بعض الشركات والصناعات الاستراتيجية اڵـتي تهم جميع الناس. إذا تنادى البسطاء لتأسيس هذا الكيان وبادر سكان كل قرية بالتسجيل مع دفع مبلغ 20 دينار ووضع سقف مالي لمبلغ التبرع بألف دينار بحيث لا يقبل من المتبرع مبلغا يزيد عن الألف دينار سنويا وهذا المبلغ يغطي اشتراكات 50 شخصا ممن لا يستطيعون دفع مبلغ 20 دينار رسوم التأسيس وبعد أن يقوم سكان كل قرية أو منطقة بالتسجيل يقومون بانتخاب ممثليهم بواقع رجل عن كل مائة رجل وامرأة عن كل مائة امرأة دون الخلط بين الفريقين.. وبقيام كل منطقة بعملية انتخاب ممثليها من الأعضاء المسجلين والذين قاموا بدفع مبلغ الاشتراك المقرر سنحصل عڵـى قاعدة عڵـى مستوى المدينة تتكون من 300 شخص وفقا للنسبة والتناسب بين الأعضاء المسجلين فلو سجل مثلا 30 ألف شخص ننتخب شخص عن كل مائة شخص ولو سجل 60 ألفا فإننا ننتخب شخص عن كل مائتي شخص.. عند حصولنا عڵـى 300 شخص منتخب بين ذكور وإناث يمثلون مدينة مصراتة يقومون بانتخاب ممثلي مدينة مصراتة عڵـى مستوى ليبيا [libya] وليكن ممثلا عن كل 3000 شخص فلو سجل 60 ألف شخص يكون لمدينة مصراتة 20 ممثلا عڵـى مستوى ليبيا..



تتكرر هذه الآلية في المدن الأخرى خاصة تلك المترابطة اجتماعيا كالزاوية وزوارة ومدن الجبل الغربي وغريان وطبرق ودرنة والبيضاء واجدابيا والجفرة وسبها إضافة إڵـى تاجوراء وسوق الجمعة وكل مدينة من هذه المدن تحيط بها مدن صغيرة سترتبط بها وتشكل قواعد بنفس الآلية كزليتن والخمس ومسلاته وغيرها.. بعد بناء هذه المدن وانتخاب ممثليهم ندخل عڵـى العاصمتين طرابلـس [Tripoli] وبنغازي لينضم إلينا من يعود في أصوله لهذه المدن المجتمعة ويشكلون قواعد حزبية أيضا ومعا نشكل قاعدة حزبية عڵـى مستوى ليبيا [libya] من 300 شخص وفقا للنسبة والتناسب من إجمالي الأعضاء المؤسسين لهذا الكيان من مختلف المدن فلو كان لدينا مثلا 900 ألف عضو فإن الانتخاب يتم بواقع شخص عن كل 3000 آلاف عضو.. هذه القاعدة المكونة من 300 شخص عڵـى مستوى ليبيا [libya] هي النخبة والقيادات الحقيقة اڵـتي أفرزتها القاعدة والتي تبادر باجتماعها إڵـى تأسيس الكيان السياسي أو الحزب الذي يقوم عڵـى الثوابت الوطنية المتفق عليها والمشار إليها سابقا إضافة إڵـى المعالجات الاقتصادية اڵـتي ترى أن عڵـى الدولة تقديم خدمة للناس تتمثل في التأمين الصحي والضمان الاجتماعي والتعليم المجاني مقابل ضرائب تفرضها عڵـى الدخل. كما يقومون بتسميته وانتخاب قيادة هذا الكيان من عدد يتفقون عليه وليكن 15 عضوا وكذلك انتخاب رئيس لهذا الكيان.



بعد إتمام هذه الأمور يتم الإعلان عن تأسيس هذا الكيان في حفل عام يشارك فيه جميع المؤسسين وذلك بخروج كل أعضاء مدينة في تجمعات كبيرة ولتكن في المدن الرياضية الموجودة في كل مدينة فلو خرج في مصراتة مثلا من 50 إڵـى 60 ألف شخص في المدينة الرياضية ومائة إڵـى مائة وخمسون ألفا في طرابلـس [Tripoli] ومثلها أو يقل عنها في بنغازي وفي كافة المدن اڵـتي بها أعضاء مؤسسين في هذا الكيان لو خرجوا جميعا وأعلنوا عن تأسيس هذا الكيان فإن أحزاب النخب اڵـتي تقوم عڵـى أشخاص ستجد نفسها أمام تيار جارف لا قبل لها به وبالتالي عليها الاختيار بين أمرين لا ثالث لهما إما الاتحاد والذوبان في كيان واحد منافس لهذا الكيان وهنا يكون لدينا حزبان قويان وإما أن هذه الأحزاب تنتهي وتموت لينتسب أعضاءها من النخب المزيفة في الكيان الذي أسسه البسطاء ويصبحون جزء منه.. وهنا عڵـى هذا الكيان أن ينقسم تلقائيا بين من يرى بأن عڵـى الدولة أن تتدخل وتقدم خدمة للناس وبين من يرى أن الاقتصاد ينبغي أن يكون حرا ولا شأن للدولة به وهو ما تقوم عليه الأحزاب حقيقة في العالم المتقدم بين ضرائب تفرض وخدمات تقدم لا غير.. إذا حدث ذلك سنكون أمام حزبين قويين سيساهمان في بناء ليبيا [libya] بناء صحيحا.. أما لو بقي الحال عڵـى ما هو عليه من أحزاب كثيرة نخبوية فإن أصوات الناخبين ستتوزع بين هذه الأحزاب ولن يحصل أيا منها عڵـى الأغلبية اڵـتي تمكنه من قيادة البلاد وبنائها لتعمد جميعا إڵـى إنشاء إئتلافات حزبية ستقود إڵـى تشكيل حكومة تقوم عڵـى المحاصصة وتتحول البلاد إڵـى ما يشبه قطعة الجبن اڵـتي توزع عڵـى هذه الكيانات ولكل حزب حصة من قطعة الجبن ونرى عراقا جديدا في ليبيا [libya] تتقاسمه نخب مزيفة وربما مصنوعة من جهات ودول عدة لديها مصالحها الخاصة في ليبيا.



كيف يختار هذا الكيان أو الحزب مرشحه لرئاسة الدولة مثلا؟:



لدينا 300 شخص في أعلى الهرم يمثلون المؤتمر العام للحزب أو جمعيته العمومية ويتشكلون من ممثلي المدن المختلفة وفقا لآلية الانتخاب اڵـتي أشرنا إليها هؤلاء من يضعون سياسات الحزب ولهم اختيار مرشحينا الذين سيتنافسون عڵـى ترشيح الحزب للمنافسة عڵـى الرئاسة ويكون ذلك بالسماح لأي عضو في الحزب أن يترشح لكنه يحتاج إڵـى تزكية 10% من الـ 300 عضو الذين يشكون المؤتمر العام أو الجمعية العامة للحزب بحيث تقتصر المنافسة عڵـى 10 أشخاص كل شخص معه 30 شخصا هم من قاموا بتزكيته ليشكلوا فريق حملته ولما لا حكومته إن فاز بترشيح الحزب وبالرئاسة مستقبلا.. هؤلاء الـ 10 متنافسين يقدمون برامجهم الحزبية ويجرون مناظرات فيما بينهم أمام الـ 300 عضو (المؤتمر العام للحزب) ليتم التصويت عليهم في اقتراع سري ويتم اختيار 4 فائزين من الـ 10 مترشحين.. ينتقل الفائزون الأربع للتنافس فيما بينهم أمام الـ 300 عضو في كل مدينة عڵـى حدة ليقدموا برامجهم الحزبية ويتم إجراء مناظرات فيما بينهم ويقوم الـ 300 عضو في كل مدينة بالتصويت عليهم ليتم اختيار فائزين اثنين من الأربع بعد جمع النقاط اڵـتي تحصل عليها عن كل مدينة بحيث تحسب النقاط بعدد ممثلي المدينة عڵـى مستوى ليبيا [libya] فلو كان لمصراتة 20 عضوا فإن فوز شخص فيها يعني أنه تحصل عڵـى عشرين نقطة و لو كان لدى زليتن مثلا 10 ممثلين فإن الفائز بها يتحصل عڵـى عشر نقاط وهكذا في بقية المدن. والشخصين اللذان يجمعان أعلى نقاط يفوزان في المنافسة عڵـى مستوى القرى والمناطق المختلفة في كل المدن الليبية ليتم اختيار مرشح الحزب لمنافسة مرشح الحزب الآخر أو الأحزاب الأخرى للرئاسة والذي عڵـى جميع أعضاء الحزب بمختلف توجهاتهم الوقوف خلفه.



بهذه الطريقة نستطيع بناء كيان سياسي ذا قاعدة شعبية يتمتع بتأييد شعبي ويقف خلفه شارع قوي يستطيع إخراجه لإظهار قوته متى أراد ويتحرر من أي هيمنة أو ضغوط خارجية وستوفر المبالغ المالية اڵـتي يتم جمعها بواقع 20 دينار من كل عضو مع المبالغ المتحصلة من التبرعات بواقع 1000 دينار لكل متبرع دخلا يجعله قادرا عڵـى تمويل نفسه دون حاجة إڵـى تمويل خارجي من دول أو أشخاص لديهم مصالح خاصة.. بالعكس فإنه وبهذه الطريقة سيسعى رجال الأعمال لكسب ود هذا الكيان من أجل تسويق منتوجه بين أعضائه وذلك بدعمه ماليا دون شروط. لكن قواعد هذا الكيان ستفرض أن الحزب لن يقبل أكثر من ألف دينار من رجل الأعمال هذا والذي عليه أن يبحث عن أشخاص آخرين يدفعون بقية المبلغ بواقع ألف دينار لكل شخص كأن يجلب عماله للتبرع لهذا الحزب وتسجل كل ألف دينار باسم أحد العمال.



هذا المشروع مشروع وطني كبير يحتاج إڵـى جهد ووقت لإنجازه لكنه من وجهة نظري الضمانة اڵـتي ستخرج ليبيا [libya] من عنق الزجاجة وتقضي عڵـى كل أسباب الهيمنة والمصالح الضيقة وسيعطي للجميع فرصة متساوية للتنافس عڵـى الوصول إڵـى قمة الهرم ومنها إڵـى رئاسة البلاد من خلال سعي كل منطقة إڵـى انتخاب أفضل أبنائها القادرين عڵـى صعود السلم من بدايته وحتى نهايته وبالتالي نقضي عڵـى مسألة التهميش ونعطي فرصة لمن يعيش في غات أو طبرق أو زوارة أو أي مدينة من مدن ليبيا [libya] نفس الفرصة اڵـتي يتحصل عليها غيره من أبناء العاصمة أو المدن الكبيرة لأن الجميع سيلتقون من خلال 300 شخص الذين يشكلون المؤتمر العام للحزب  ويكون الاختيار هناك للأقدر والأنسب دون النظر إڵـى قبيلته أو مدينته لأن فتح باب التنافس سيجبر الجميع عڵـى اختيار الأفضل وهنا نضمن حصولنا عڵـى نخب وقيادات حقيقية تقود البلاد إڵـى بر الأمان وتسعى بها نحو التقدم والرقي. وهذه القيادات لديها تواصل مع الشارع من خلال ممثلي كل قرية أو منطقة والذين عليه تقديم تقارير واستبيانات واستطلاعات عن حاجة الناس في مناطقهم وقراهم الأمر الذي سيسهل عڵـى القيادات في قمة الهرم رسم سياسات الحزب بما يخدم القاعدة لأن هذا التواصل سيعطي الفرصة ويوفر البيانات اللازمة لوضع السياسات المناسبة.



قد يتساءل البعض ماذا يجني الشخص البسيط الذي سجل كعضو مؤسس في هذا الكيان ودفع مبلغ 20 دينار؟



من أهم الفوائد اڵـتي يجنيها الشخص البسيط أنه اشترى تاريخا له ولأسرته بهذا المبلغ فبعد سنوات سيفتخر أبناؤه وأحفاده بكون والدهم أو جدهم مؤسس لهذا الكيان وهذه حقيقة لأن الجميع ساهم في التأسيس وبالتالي له هذا الفخر.



الفائدة الثانية أن لديه فرصة متساوية مع الجميع لارتقاء السلم والوصول إڵـى أعلى الهرم  وأن الأمر لن يقتصر عڵـى أشخاص دون غيرهم لديهم المال أو النفوذ أو الدعم الخارجي وكذلك وفرنا ضمانة للنخب والقيادة تتمثل في توفير المبلغ المالي الكافي لإدارة هذا الكيان دون حاجة إڵـى دعم جهات أو أشخاص قد يتحكمون فيه من وراء ستار.



والفائدة الثالثة أن الشخص البسيط أصبح فاعلا ومؤثرا في مجتمعه ويشارك في الانتخابات في أكثر من مناسبة بداية من اختياره لممثله في القرية أو المنطقة اڵـتي يعيش فيها ثم انتخاب مرشح حزبه للرئاسة من خلال الشخصين المتنافسين واللذين يصلان  بعد منافسة بين 10 أشخاص بداية عڵـى مستوى المؤتمر العام للحزب والأربع أعضاء الفائزين بين المدن كما سبق وأوضحنا.



كذلك وببناء القواعد الحزبية من خلال القرى والمناطق في المدن المختلفة نصنع شارعا مؤثرا يمكننا من خلاله إخراج مظاهرة كبيرة لا يقل المشاركين فيها عن مليون شخصا لأن هذا البناء سيسهل التواصل مع القاعدة والتي ستكون هي الحكم وهذا يوفر فرصة أن تشكل قوة ضغط حقيقية توجه الحياة السياسية وتجعل من المسؤول لا يعدو أن يكون موظفا عليه خدمة الناس وبالمقابل يشكلون حماية له من أي ضغوطات خارجية قد تواجهه من دول عظمى لديها مصالحها الخاصة في بلادنا والتي قد تتعارض مع مصلحة بلادنا… بقدرة هذه القيادات عڵـى إخراج الشارع لمساندته في أي قضية من القضايا يحمي البلاد من التدخل الأجنبي أيا كان مصدره لأن الشارع هو الضمانة الحقيقية لاستقال البلاد ووحدتها.



ولعل الفائدة الأهم في كل هذا أن أي شخص يصبح من النخب والقيادات قد تم اختياره من منطقته من أهله وأقاربه الذين يعرفونه جيدا ويعرفون ماضيه والذين لن يختاروا شخصا تقوم عليه شبهات أو شخص لا يعرفه أحد وفي هذا ضمانة كبيرة للبلاد فكل شخص معروف في قريته ولن يفوز إلا إذا كان الأصلح والأنسب والذي يتمتع بسمعة طيبة وسلوك حسن وقدرات قيادية وفكرية عالية وهذا الأمر سيعمل كالمصفي الذي يخرج الأفضل والأنسب وبالمقابل وعند اختيار مرشحي الحزب للرئاسة ستتم عملية التصفية بشكل معكوس بأن يقوم الأشخاص الذين اخترناهم ووثقنا بهم باختيار هؤلاء المترشحين من خلال تزكيتهم وبتنافسهم تكون للناس البسطاء الكلمة الفصل في اختيار الأنسب من الجميع وفقا للآلية اڵـتي أشرنا إليها سابقا.



هذا الأمر يعطي الجميع نفس الفرصة لارتقاء السلم للوصول إڵـى أعلى الهرم كذلك يعطي للأجيال القادم نفس الفرصة ويمكننا تربية هذا الطموح لدى أبنائنا بوضع معالم طريق واضحة لهم يستطيعون من خلالها تحقيق طموحاتهم دون استثناء بحيث يبرز الأفضل والأنسب بين الجميع سواء أولئك الذين يعيشون في المدن الكبرى أو أولئك الذين يعيشون من المدن والمناطق النائية.



هذه الآلية تتشابه في كثير من الجوانب بما عليه الحال في الولايات المتحدة الأمريكية حيث الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري فالأول لديه 72 مليون عضو والثاني أي الجمهوري لديه 45 مليون عضو لنجد أن هناك حزبا صغيرا جديدا هو حزب الخضر لديه 3 مليون عضو وهناك 45 مليون عضوا تقريبا لا ينتسبون لأحد هم من يرجحون الكفة لأحد الحزبين الكبيرين عند التنافس في الانتخابات. لذا نسمع في أمريكا أن مدينة ما معقلا من معاقل الديمقراطيين والأخرى معقلا للجمهوريين في حين هناك ولايات مرجحة هي محل التنافس بين الحزبين من خلال ما يقدمانه من برامج حزبية ووعود انتخابية ليفوز من يكسب أصوات هؤلاء بعد أن ضمن أصوات أعضائه مسبقا.



يتضح من خلال هذا الأمر أن الأيدلوجيات لا تدخل في تأسيس الأحزاب وإنما تتصارع داخل هذا الكيان ففي أمريكا مثلا بوش الابن كان من المحافظين الجدد المتشددين دينيا وقد فاز في الانتخابات لفترتين متتاليتين وغادر السلطة وكذلك أوباما عندما أرادوا الطعن في شخصه نعتوه بالمسلم كما يفعل أحدنا بنعت خصمه بأنه علماني كافر. ولعل لانتخابات الأخيرة والتي تنافس فيها ميت رومني المرشح الجمهوري أوباما وهو الذي ينتمي إڵـى طائفة تسمى المورمونية وهي طائفة صغيرة لا يتعدى عدد أفرادها 6000 شخص وتكفرهما أكبر طائفتين مسيحيتين البروتستانت والكاثوليك يؤكد ما اشرنا إليه من أن الأيدلوجيات لا تؤثر في اختيار مرشح الحزب في دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية. كما أن وجود فرص متساوية في أمريكا أوصلت شخصا أسود كأوباما إڵـى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة والذي استطاع تحقيق طموحه بالرغم من أن أمريكا كانت قريبة عهد بالتمييز العنصري حتى نهاية ستينيات القرن الماضي حيث كان الأسود لا يحق له قانونا الجلوس في كرسي الحافلة اڵـتي يتواجد بها الأبيض.



إن مشروعنا لو نجح وسينجح بإذن الله بفضل الوطنيين الأخيار الذين يغلبون مصلحة الوطن سيعطي الفرصة للجميع ويشعرهم بأن ليبيا [libya] وطننا جميعا دون تمييز أو تهميش وهو مشروع لا يقصي أحدا بل يحتوي الجميع فمتى  ما اقتنع الليبيون بجماعة الإخوان مثلا فإن كل قرية أو منطقة ستمنح أصواتها لأعضاء الجماعة وكذلك السلفيين أو العلمانيين أو الوطنيين.. وهذا ما سيحمي الوطن ليبيا [libya] من هذه الصراعات ذلك أن الصراع داخل المؤسسة السياسية أمر صحي أم خارجها ليطال الوطن فهو أمر مدمر للبلد.. وسيدعو المتصارعين إڵـى الاستعانة بالخارج لتحقيق الفوز وهو ما يجعلهم مرتهنين لهذا الخارج أو لبعض اللوبيات في الداخل والتي تسعى إلي تحقيق أهدافها ومصالحها الذاتية عڵـى حساب الوطن.



وفي الختام نختم بمقولة أفلاطون والتي تحذر من سلبية الناس والاكتفاء بدور المتفرج حيث يقول:-



((الثمن الذي يدفعه البسطاء نتيجة لا مبالاتهم بالشأن العام، أن يحكمهم الأشرار))



هذا المشروع أساس لتأسيس حزب سياسي بعيدا عن الأيدلوجيات اڵـتي ينبغي أن تكون من مكونات هذا الكيان لأن تنافسها داخله يثري هذا الكيان فلو تصورنا أن 300 شخص الذين يشكلون المؤتمر العام أو الجمعية العامة لهذا الكيان فيه 30 اخواني و30 سلفي و30 من يسمونهم علمانيين وآخرين قوميين أو بغثيين.. فإن كل فريق يمكنه ترشيح شخص من جماعته ليتنافس وفقا للآلية المقترحة عڵـى أن يكون مرشح الحزب من خلالال برنامج [software] يقدمه وآلية تنافس تضمن الفرص المتساوية لينحصر التنافس كما أشرنا بين عشر أشخاص يفوز منهم أربع ليتنافسوا عڵـى مستوى المدن ليصل منهم إثنان يتنافسان عڵـى مستوى القاعدة.



كذلك اعتقد أن هذا المشروع يصلح كنظام حكم مؤقت للمرحلة الانتقالية حتى يتم تأسيس أحزاب ذات قاعدة شعبية حقيقية تمول ذاتيا.. بحيث المرحلة الأولى أي التصاعدية من القرية فالمدينة وهكذا لانتخاب المؤتمر الوطني أو البرلمان المؤقت.. ويتم انتخاب رئيس الدولة والذي يشكل حكومته بالآلية التنازلية اڵـتي أشرت إليها أعلاه.. لك الله يا ليبيا



عبدالباسط أحمد أبومزيريق
المحامي