عبد المجيد المنصورى: معتقداتٌ أسلامويــة.. فوق الذات الألهيـة؟! (3)
نكتب الجزء الثالت لمقالى هذا، وكلى آمل أن نرجع بأسلامنا ألى الأسلام ألذى حارب بوحيه أجدادنا المستعمر الأيطالى، إسلام تُدركه عقول ابناءنا فى خضم هذا الزمن المضطرب، بمفهوم حضارى، يستوعب ما يتمشى من أجتهادات وآراء السلف الصالح، دون تعطيل للعقل ولا تجاهل مُعطيات العصر، ولا مُتغيرات الزمان أو المكان، لا صفات/نعوت فيه لهذا ليبرالى أو علمانى والآخر نُصراوى ولا تكفيرى، بل أسلام الوسطية(القاعدة التى بُنىَ عليها أساس أسلام ألله ألحق)، وليس إسلام آخر بقائمة مُحرمات من صنع بشرٌ، لم يقرأو جيداً أو بالأحرى لم يتدبروا أمر الله ألحق، واستعاضوا عنها بأراء الأئمة المزورين، من خيال بعض المُلحِدين ألذين يريدون بالأسلام شراً، مثل الأمام الأذربانى وكتب صفراء من الأسرائيليات.
وهنا تحضُرنى طُـُرفة رواها لى مدير مصرف جزائرى على هامش مؤتمر حضرناه معاً، تقول:أن جزائرى يُدعى بن داوى، كان يعمل سوياً فى مَد خطوط الكهرباء مع فرنسى مماً لم يغادروا بعد الأستقلال أسمه جاك، ولضروفهم وفى اُمسية من اُمسيات كل يوم يحتسيان خلالها شراباً(خمراً) رخيصاً، يُعرَف فى ليبيـا بـ(تاكيلا)، وذات مساء، اقترح بن داوى على جاك أن يدخل الأسلام، مادام قد قرر ان يعيش باقى حياته فى الجزائر وخاصة أنهم جيران وزملاء ونُدماء كأس، فقال جاك "ولما لا".
ذهبا ثانى يوم ألى المسجد عند صلاة العصر، لينطـُقَ جاك الشهادتين أمام شيخ الجامع(سيدى عبد القادر) والحاضرين به، فأسلم جاك وصار إسمه على، ومد الشيخ لعلى ورقة بها قائمة طويلة جداً(بالفرنسية) من المحرمات على المُسلم، لتكون عوناً لعلى على أداء عباداته، منها عدم شرب الخمر، وحتى عدم النظر ألى جاراته خِلسةً، وا وا..ألخ.
بعد قراءة على لكل القائمة، أرجعها للشيخ وقال"نأسف، أنا جئت من أجل دخول اسلام مثل أسلام بن داوى، وليس إسلام آخر مثل إسلام مُحرمات القائمة هذه، من فضلك أستبدل لى هذه الورقة باُخرى لا تخرج عن تعاليم أسلام بن داوى.
وعندما قال الشيخ عبد القادر"الأسلام هو إسلام واحد، والمُحرمات فيه هى نفسها، ولا يوجد أسلام خاص ببنداوى"، قال جاك متعجباً(بعد رجوعه لمسيحيته فى عقله)، بن داوى يفعل وأنا أفعل معه كل ما قلت أنت عنه محرمات بهذه الورقة، ولم يقـُل لى بن داوى أن شىٌ مما نفعله سوياً مُحرماً، وعلى أساس ذلك فقط أنا حضرت لمسجدكم من آجل دخول الأسلام.
ياسادة الساحة التكفيرية..وعلى عكس موضوع الطـُرفة، فأننا نريد أن نبقى من أهل أسلام الوسط، كما كنا وكان أجدادنا قبل خروجكم فى هذا العصر الأغبر لتستقووا علينا فى هذا الربيع الأسود، وليس إسلام القائمة الطويلة من محرماتكم التكفيرية الغريبة على الأسلام الوسط، ألذى لا إسلام سواه.
تذكروا أن الحساب يوم الحساب فى السموات العُليا، وليس فى ليبيـا (الدنيا)، وأن ماقاله ألله بمجمل كتابه الحق، لا يُشير ابداً لا من قريب ولا من بعيد، بأن ألله فوض أحدٌ مِننا أفراداً كُنا ولا جماعات، مدنية ولا ميليشيوية، بتنفيذ شرعهِ على الأرض نيابة عنه وقبل يوم الحساب؟!، ألذى حدده هو خالق الكون..كيف تعتقدون بُهتاناً أن ألله جل جلاله عاجزاً أن يُعلِمنا عباده ألليبيين بأرسالكم رُسلاً علينا، تُطبقون شريعته بدق أعناق خلقه ببنغازى وطرابلس وسبها وفى كل ليبيا قتلاً وتمثيلاً بجتثهم وتُهدرون كرامته؟!.
أننا بأدعائنا نيابتنا عن الله بفعلنا تكفيراً وتصفيةً للمسلمين، تجاوزنا ليس مكانة الرسول الأعظم عند الله فحسب، بل تجاوزنا مقام الذات الألهية نفسها، قفزنا على مكانة ألله الذى حرم ليس فقط قتل أنفس الآخرين وحسب، بل حرم علينا حتى قتل أنفسنا ذاتها مهما بلغت بنا مصائب الدنيا، ومهما وصل اليأس والقنوط بنا، بل لو فعلنا لأصبحنا من الكافرين، مُدعين بُهتاناً بأننا يدُ الله(حاشا الله الرحمن الرحيم العزيز الكريم أن تكون يده فى يد تكفيرى قاتل!).
فلنتخيل مكاننا عند الله، متى ما كان اقصى حُلم/اصعب مُهمةَ عند الشيطان (مثل ما أسلفنا) تكمن فى مُجرد غواية عباد ألله، وأبسط حركة من عقلنا التكفيرى الملوث، بكُتب الأمام الأذربانى وباقى الكُتب الصفراء مصدر تلك المولوثات، هى زهق أرواح أخوتنا فى الوطن!!! فشتان بين فعلنا بزهق أرواح ألمسلمين، وفعل الشيطان (مجرد) محاولة الغواية؟!، عندها لا سمح ألله لن نترك للناس إلا أن يهربوا من نارالتكفيريين ألى جنة الشياطين، وهذا مَرمى من أسس لهذه الجماعات، من دوائر أستخبارات الأعداء، منذ أحتلال روسيا لأفغانستان.
كيف نفعل الفضائع بأسم جلالته، مُعتمدين منهج القتل لينصاع ضحايانا المُسلمين لأمرنا؟؟؟!!!، فأى نوعٌ من المسلمين نحن؟ وأى صلاة نُصليها ولمن نُصلى؟! إذ لا معنى على الأطلاق لما نسميه صِلتنا بألله، إلا إذا كان تكفيريينا يَعبُدون ذات إلَهية اُخرى، غير ألله ألذى نَعبُد؟ إذ أن ألله الذى نعبـُد، أمر رسوله محمـد(ص)، بأن لا يتجاوز حدوده كمُـذكِر وليست كمُسيطر، ألله منع خاتم الرُسل من السيطرة على عباده رُغم أنه (ص) لم يدُر فى خلده حُلم السيطرة على أمته، فمن من التكفيريين له أن يمارس ذلك؟!.
وهنا يبرُز التساؤل الناطح لجباهنا إذا جاز التعبير (من هو المؤمن ومن هو الكافر؟)، وحيث أننا لايمكننا أن نُخالف شرع الله، ونرمى أى بشر بالكُفرفضلاً عن قتله، وحتى لا نناقض أنفسنا..فليس لنا إلا أن نواجه مُكفرينا بعبارة(أنكم تُحبون الله ومن ثم تُحبون ليبيا وألليبيين بشكلٌ خطأ/غلط) ولا نرميهم على الأطلاق بالكفر، رُغم أنهم بأعمالهم يرفلون فيه.
أننى هنا لا نُخـَوِنَ أو نُكفرَ أحداً كما أسلفت، راجياً أن يتسع قلب من يُكفرنا ألليبيين جميعاً أو أغلبنا على الأقل، بأن يتدبروا فى قوله تعالى، وأن يقرأوا كتاب ألله جيداً، ويتأملوا سيرة رسوله الكريم (ص) بعقولهم، لا بعقول سوداء يلبسونها، وبسعة صدورهم لا بصدورغريبة يسكنونها.
عندها سيرون أن دين ألله الوسطية، وليس الغلو..والتسامح، وليس الشطط..وأن الحساب والعقاب، يوم القيامة وليس الآن (زمناً) ولافى بنغازى/ وباقى ليبيـا ولا فى سوريا (مكاناً)، وليعلموا جُند الله العـِلليين (إدعاءاً)!!! أنهم ونحن الكافرون(ضنهم بنا)!!!، نعيش هذه الأيام مُجرد أوهام مُدمِرة لنا جميعاً وفى كل الوطن العربى، أسموها أصحابها/مُخترعيها بالربيع العربى!(الأسود)، ورددناها ورائهم كالبباغوات مُركبة/مُذقعة الجهل..(نلقانهم ضحكوا علينا مزبوط) استفيقوا(أنتهى الدرس ياغبى).
علينا أن نعمل متضامنين متراصين كأسنان المُشط، لتحويل المؤامرة ألى نصرٌ لنا، بل ليعلم التكفيريين علم اليقين، أن المُخطـَط لهم، بعد الأنتهاء من كارثة ربيع برنارد ليفى العربى الأسود/المَهزلة، والذى هو فى الواقع، ليس سوا أكبر مؤامرة على الأسلام والمُسلمين منذ فـَجرالتاريخ.
أى بعد أستكمال مهمتهم (ألمتآمرين) التى لا يفقهها التكفيريين، سيقوم المتأمرين الدوليين كما سبق أن ذكرنا، بتشريد كامل مواطنى الشرق الأسود الجديد، وتقسيم المُقَسَم من دولنا بشكل غير مباشربالفيدرالية (بالنسبة لنا ألليبيين)وبغيرها عند الآخرين، سيستمر أستكمال تجميعهم (التكفيريين) فى ليبيا وما حولها، ومن ثم الأتيان عليهم، بتسليط بعضهم على بعض ومن ثم تسليط بعضنا عليهم، وصولاً لتصفية ما تبقى منهم واحداً واحدا،ً بالطائرات بدون طيار(لا نجزم متى سيكون ذلك وبعد كم سنة)..بغض النظر..ندعوا ألله أن لا نخسر حتى من يتربص بنا، فقط لكونه ليبى.
هناك من يقول أن عملية كرامة الجيش الليبى (بقيادة حفتر) هى مُجرد بداية نهاية التكفيريين، ولكن حتماً نهايتهم التامة كما يريدها لهم من يضحك عليهم منذ بدايات أحتلال افغانستان، او بالأحرى من يمُد لهم حبل تماديهم ليُشنقوا به أنفسهم وهم لا يعقلون، ستأتى مباشرة فى ضربة ساحقة ماحقة ونهائية(حُلم أعدئنا المُشتركين)، بعد أستكمال دورهم(أستعمالهم..دون أن يَدركوا)، فى عملية بث الرُعب لتشريدنا العرب جميعاً..فليعقلوا أن عـَدوَهُم ليس أخوتهم ألليبيين المساكين، ولكن أعدائهم هم مضلليهم المُتآمرين علينا جميعاً، من عُربان مُتخلفين وأعجميين شريرين، والعربان أسوأ الشَرين.
هذه هى حقائق مشروع الشرق الأسود الجديد، وليس خيال من عندى، وحتماً ستتحقق، طالما لن نُغير ما بأنفسنا كما تُنبِئنا مؤشرات عدم تغيير أنفسنا، بل بالعكس زدنا عداوة وكرهاً ورفضاً لبعضنا البعض، وعندها لن يبقى لهم(التكفيريين) سوى تاريخ أسود من قرن الخروب، ليقرأه أحفاد أحفادهم وأحفاد أحفاد من سيتبقى منا نحن(المُكًفَرِين)، ولو كنا نحن وهم مسخاً حينها، فهل يعقلون؟.
والحال هذه، لما لا يُعاملوننا وفق آية "قل يا أيها الكافرون…" وعلى الأقل بأعتبارنا كُفاراً(كما يضنون) وهم المؤمنين النقيين الساميين، لهم دينهم وإمارآتهم ومعابدهم، ولنا ديننا ومساجدنا وبلدياتنا (ما لم يفدرلونا!)، وكفى قتلاً وتشريداً فينا، وليتركوا للأيام أمر هدايتنا لمذهبهم القندهارى الجديد، ويذكروا قوله "أنك لا تهدى من أحببت ولكن ألله يهدى من يشاء"، على أفتراض أننا أحبائهم/أخوتهم ألليبيين، ومن حبهم فينا يريدون قتلنا من آجل تطهير ذنوبنا بعدم الأستمرار فيما يرونه ضلالنا (عدم الأيمان بضلالهم البين وفق آيات كتاب ألله).
وليأتوا ألى كلمةٌ سواء بيننا وأياهم، حيث يعلم الله أننا لا نريد بهم سؤاً بل خيراً، مُشفـَقين عليهم من شر أنفسهم، تماماً كما نُشفِق على أنفسنا منهم، مُنتضرين لحضة لَمَ شملنا واياهم مُتحابينَ فى ألله، ألذى سيتضح لهم جلياً أنه لم يُرسلَ بشراً ليحاسب بشرٌ آخر، وأن ما اُحىَ إليهم، هو من وحى أستخبارات أعداء الأسلام، وأن حذيثنا هنا مُجرد إمتثالٌ لـ(أنصُر أخاك ظالماً) أى ساعده على أنقاذ نفسه من نفسه، ولا تدعه يستمر فى غلوائه بألقاء نفسه ألى التهلُكة.
نكرر رجائى لهم بالتوقف عن السير فى ركب المؤامرة، التى لايَعون أبعادها الرهيبة المـُدمرة لنا وأياهم ولديننا الوسطى السَمح المُتسامح، داعين العزيز الكريم أن يحفض ليبيـا من شر أفكارهم وأفعالهم، بل وأن يهديهم سبحانه الى الأجتماع معنا على كلمة سواء، وسيكتشفوا أن قلوبنا صافِحةٌ مُرددةً، حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن لا يؤمنون بـ(لا يؤمن أحدكم، حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسهِ)، أللهم آلف قلوبنا على بعضنا، أللهم آمين.
عبد المجيد محمـد المنصورى
a@abc.ly