اوغلو يؤكد على ضرورة التحرك ضد الأسد بعد التفجيرات
أكد نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي ان "التسعة الذين اعتقلوا فيما يتصل بتفجيري سيارتين ملغومتين ببلدة ريحانلي التركية وأسفرا عن مقتل 46 شخصا مواطنون أتراك". وكان اتالاي اعلن سابقاً ان "السلطات التركية ألقت القبض عڵـى تسعة اشخاص بعد تفجيري سيارتين ملغومتين أسفرا عن مقتل 46 شخصاً في بلدة ريحانلي التركية قرب الحدود مع سورية". وقال وزير الداخلية معمر جولر، الذي كان يتحدث ايضا اڵـى التلفزيون التركي إن "هجومي السبت نفذتهما جماعة معروفة للسلطات التركية ذات صلات مباشرة بالمخابرات السورية". و نفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي ضلوع سورية في تفجيري سيارتين ملغومتين ببلدة حدودية تركية، محملاً الحكومة التركية مسؤولية التفجيرين؟ هذا الاتهام جاء في وقت وجه وزير الخارجية التركي داود اوغلو اصابع الاشتباه اڵـى مقاتلين تاعبني للرئيس السوري بشار الاسد، مؤكداً إنه "يعتقد أن مقاتلين موالين للرئيس السوري بشار الاسد وراء تفجير سيارتين ملغومتين أسفرا عن مقتل اكثر من 40 شخصاً في بلدة ريحانلي الحدودية امس". وقال في مقابلة مع قناة (تي.آر.تي) التلفزيونية التركية "لا علاقة للهجوم باللاجئين السوريين في تركيا. علاقته الكاملة بالنظام السوري". وتابع أن من المعتقد أن الضالعين في هجوم السبت هم الذين نفذوا الهجوم عڵـى بلدة بانياس السورية الساحلية منذ اسبوع حيث أفادت تقارير بأن مقاتلين يدعمون الاسد في الحرب الاهلية قتلوا 62 شخصا عڵـى الأقل. وقال اوغلو ان "تفجيرات السيارات الملغومة تحمل بصمات من نفذوا الهجوم عڵـى بلدة بانياس السورية"، مشيراً اڵـى انه "تم إحراز تقدم كبير" نحو القبض عڵـى الضالعين في تفجيرات السيارات الملغومة، واعتبر اوغلو ان مرتكبي التفجيرين"سيدفعون الثمن" من اينما أتوا. مضيفاً إن الوقت حان ليقوم المجتمع الدولي بتحرك ضد الرئيس السوري بشار الاسد في ظل تزايد المخاطر الأمنية اڵـتي تتعرض لها تركيا وغيرها من جيران سورية. وقال الوزير التركي للصحافيين خلال زيارة اڵـى برلين ان "المرتكبين سيدفعون ثمن فعلتهم، سواء أتوا من داخل البلاد أم من خارجها".
وكان داود اوغلو اشار في وقت سابق من النهار اڵـى "المصادفة" بين توقيت الاعتداء المزدوج الذي استهدف مقر بلدية الريحانية الواقعة عڵـى بعد ثمانية كلم من الحدود مع سوريا، و"تسارع" الجهود الرامية لحل الازمة في سورية، ولا سيما مع الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اڵـى واشنطن الخميس. وشدد الوزير التركي عڵـى ان بلاده "لن تغير في سياستها لناحية ايواء اللاجئين السوريين"، مؤكداً ان "كل من يلجأ اڵـى هنا فهو ضيفنا". وتدعم تركيا المعارضة السورية المسلحة وتأوي عڵـى اراضيها حوالى 400 الف لاجئ سوري.
وادلى داود اوغلو بتصريحاته هذه قبيل اعلان وزير الداخلية معمر غولر ان "نتائج التحقيق الاولية اظهرت ان التفجيرين نفذهما اشخاص اتوا من داخل تركيا ومرتبطون بتنظيمات موالية للنظام السوري". وقال الوزير بحسب ما نقل عنه تلفزيون "تي ار تي" الحكومي ان "الاشخاص والتنظيم الذين نفذوا (الاعتداءين) جرى تحديدهم. لقد تبين انهم مرتبطون بتنظيمات تدعم النظام السوري واجهزته الاستخبارية"، مضيفا "بحسب معلوماتنا فان المرتكبين اتوا من الداخل".
وبحسب آخر حصيلة رسمية موقتة اعلنها وزير الداخلية فقد اسفر الاعتداء المزدوج عن مقتل 43 شخصاً عڵـى الاقل واصابة حوالى 100 بجروح، بينهم نحو 30 حالهم حرجة. وكان نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة بولنت ارينج قال رداً عڵـى اسئلة الصحافيين حول احتمال وجود علاقة بين هذه الاعتداءات والنزاع السوري، ان "نظام الرئيس السوري بشار الاسد بين المشتبه بهم". وصرح ارينج لتلفزيون "ان تي في" التركي ان النظام السوري "باجهزته السرية وجماعاته المسلحة هو بالتاكيد احد المشتبه بهم المعتادين عڵـى التحريض عڵـى مثل هذه المؤامرة الفظيعة وتنفيذها"، مشيراً اڵـى ان "التحقيق لا يزال في بدايته". واندلعت احتجاجات في بلدة ريحانلي (الريحانية) التركية القريبة من الحدود السورية، بعد ساعات من انفجار سيارتين ملغومتين، بينما يلقي بعض سكان القرية باللائمة عڵـى سوريين مقيمين في جلب العنف عبر الحدود، فيما يشكو آخرون من السياسة الخارجية التركية. وأرسلت الشرطة تعزيزات إڵـى البلدة بعد انفجار السيارتين في وقت مبكر بعد ظهر اليوم في شارعين مزدحمين، وأسفرا عن تناثر سيارات وكتل خرسانية. وتأوي البلدة الواقعة في إقليم هاتاي في جنوب تركيا آلاف السوريين الذين فروا من الحرب في سورية. وأظهرت لقطات فيديو وضعت عڵـى مواقع إخبارية تركية مجموعة تضم حوالي 100 تركي في مسيرة في وسط ريحانلي، تطالب رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان بالاستقالة، ملقين باللائمة في الهجوم الذي تعرضت له البلدة عڵـى سياسة حكومته تجاه سورية. وعرضت لقطات فيديو أخرى مشاهد لسكان يحطمون زجاج السيارات اڵـتي تحمل لوحات معدنية سورية.
وتستضيف تركيا أكثر من 300 ألف لاجئ فارين من الحرب في سورية، أغلبهم في المنطقة الحدودية وهو تدفق ضغط عڵـى الموارد المحلية وكان سببا أحيانا في توترات مع السكان. وقال مسؤول في الحكومة التركية، طلب ألا ينشر اسمه لـ"رويترز" إنه صدرت تعليمات للشرطة ورجال الدرك بالعمل عڵـى الحيلولة دون وقوع أي حوادث مماثلة. وأضاف "سمعنا أن هناك بعض ردود الفعل من السكان الأتراك ضد السيارات السورية والسوريين. تم إرسال تعزيزات الشرطة لمنع هذا النوع من الحوادث". وقال شاهد من "رويترز" إن "هناك وجودا أمنيا كثيفا في وسط ريحانلي بالقرب من موقع الانفجارين وإن قوات الأمن أقامت أيضا نقاط تفتيش للتحكم في الدخول إڵـى البلدة والخروج منها". ونظم حوالي 60 شخصاً مسيرة في العاصمة التركية أنقرة رددوا خلالها شعارات ضد وزير الخارجية أحمد داود أوغلو لكنهم تفرقوا في وقت لاحق. وكان انفجار ثالث هز في البلدة، وذكرت القناة ان "الانفجار الثالث وقع في حي سكني يبعد مئات الامتار من وسط البلدة"، لافتة اڵـى ان "فرق الاطفاء وسيارات الاسعاف وقوات الامن تتوجه اڵـى المكان". وفي اول رد فعل دولي عڵـى التفجيرات، نددت الولايات المتحدة بشدة بالتفجير المزدوج، وتعهدت بالتضامن مع تركيا في تحديد الجناة. وقال السفير الأميركي لدى تركيا فرانسيس ريتشاردوني "الولايات المتحدة تستهجن بشدة الهجوم الوحشي الذي وقع اليوم وتقف اڵـى جانب شعب وحكومة تركيا لتحديد الجناة وتقديمهم للعدالة". فيما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في وقت سابق أن "هجمات السيارات الملغومة اڵـتي أسفرت عن مقتل 20 شخصاً في بلدة حدودية جنوب تركيا اليوم السبت قد تكون ذات صلة بالصراع الدائر في سورية، أو بعملية السلام بين أنقرة والمتمردين الأكراد". وأوضح اردوغان في تصريحات بثها التلفزيون التركي "إننا نمر بأوقات حساسة حيث بدأنا عهداً جديداً (يشهد) عملية حل القضية الكردية. وهؤلاء الذين لا يستطيعون استيعاب هذا العهد الجديد. يمكن أن يقدموا عڵـى مثل هذه الأفعال". وأضاف "هناك قضية حساسة أخرى وهي أن إقليم هاتاي (الذي وقعت فيه الانفجارات) يقع عڵـى الحدود مع سورية وهذه الأفعال ربما نفذت لإثارة تلك الحساسيات.
المصدر: الحياة
kh
اوغلو يؤكد على ضرورة التحرك ضد الأسد بعد التفجيرات