ليبيا والصين تبرمان اتفاقا لاستكمال مشروع عقاري ضخم في بنغازي
بنغازي، ليبيا [libya] 12 مايو 2013/ أبرمت الحكومة الليبية المؤقتة اليوم (الأحد) مع الشركة الوطنية الصينية للإنشاءات الهندسية المحدودة – فرع ليبيا [libya] (سي أس سي سي)، اتفاقا يقضي بعودة الشركة لاستكمال مشروع إنشاء 20 ألف وحدة سكنية في مدينة بنغازي شرق البلاد،بتكلفة ثلاثة مليارات دينار ليبي (نحو 2.4 مليار دولار) هي قيمة العقد السابق.
وحضر توقيع الاتفاق الذي أبرم اليوم في قاعة اجتماعات فندق (تيبستي) ببنغازي، سفير دولة الصين لدى ليبيا [libya] وانغ وانغ شنغ، ونائب رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عوض البرعصي ووزير الإسكان والمرافق علي الشريف ورئيس المجلس المحلي لمدينة بنغازي محمود بورزيزة. كما حضر رئيس جهاز مشروعات الاسكان والمرافق محمد عجاج، والمدير المفوض للشركة ومدير فرعها في ليبيا، وعدد من مسؤولي البلدين.
ويقضي الاتفاق المبرم بين الطرفين والذي أتى بعد مفاوضات طويلة الأمد بعودة الشركة الوطنية الصينية للإنشاءات الهندسية المحدودة – فرع ليبيا، إڵـى العمل مجددا في مدينة بنغازي من خلال استكمالها لمشروع إنشاء 20 ألف وحدة سكنية كانت قد توقف العمل فيها إبان ثورة 17 فبراير 2011 اڵـتي سقط عڵـى إثرها نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وقال السفير الصيني، إن توقيع هذا الاتفاق يعد "ثقة كاملة من الحكومة المؤقتة الليبية في الشركة الصينية اڵـتي تتولى هذا المشروع"، واعتبر إياه "انطلاقا مباركا للتنمية وإعادة الإعمار في ليبيا". وقال إن "الحكومة الصينية تتابع عن كثب الوضع في ليبيا [libya] وقد حثت شركاتها للعودة مجددا إڵـى العمل في هذا البلد". وأردف أن "الحكومة الصينية تؤيد عودة شركات بلادها إڵـى ليبيا، وتؤكد أنها تريد أن تقدم مزيدا من العون والمساعدة في مختلف المجالات لهذا البلد".
وتابع ان "السفارة الصينية في ليبيا [libya] تتمنى ألا تخيب الشركة الصينية أمل أهل بنغازي في إنجاز مشاريعها"، لافتا إڵـى أن "طريق البناء في ليبيا [libya] مازالت طويلة وأن الصين مستعدة لمشاركة الليبيين في خلق ليبيا [libya] الجديدة". وأعرب عن أمله في إنجاز المشروع في أقل وقت ممكن، مؤكدا أن الصين"ستواصل بطريقتها في دعم الثورة الليبية حتى نهاية المطاف".
وتتولى الشركات الصينية إنشاء أكثر من 66 ألف وحدة سكنية في مختلف أنحاء ليبيا، حسب رئيس جهاز مشروعات الاسكان والمرافق في ليبيا [libya] محمد عجاج. وقال وزير الإسكان الليبي علي الشريف، إن هذا المشروع "هو أول مشروع يتم فيه التوقيع عڵـى استئناف العمل مجددا في ليبيا [libya] بعد الثورة". بدوره، قال نائب رئيس الحكومة المؤقتة لشؤون الخدمات عوض البرعصي،إنه "بتفعيل هذا المشروع تكون ليبيا [libya] قد بدأت أول خطوة في إعادة إعمار البلد وعودة الشركات الأجنبية إڵـى ليبيا". وتابع البرعصي أن "تفعيل هذا المشروع يعد باكورة تفعيل المشروعات في مختلف انحاء البلاد وبذلك سيساهم في تدوير عجلة الاقتصاد والتنمية ومن ثم استقرار الأمن في ليبيا". وأضاف أن "السلطات الليبية الجديدة حافظت قدر الإمكان عڵـى المشروع" الذي استكملت منه نسبة 40 في المئة حتى الآن. وأشار البرعصي إڵـى أن "مسؤولية استكمال المشروع تضامنية، وعلى الجميع أن يقوم بدوره عڵـى أكمل وجه حتى ينجز المشروع بالكامل، وأن عڵـى الجميع تأمينه والمحافظة عليه"، لافتا إڵـى "جهود مضنية بذلت من الطرفين الليبي والصيني من أجل تفعيل هذا المشروع".
من جهته، قال مساعد مدير قسم الشؤون الخارجية بالشركة الصينية لي فنغ شنغ إن " شركتنا تهتم بهذا المشروع جدا، وقد جهزنا للعودة وسنستجلب العمالة للعودة قريبا، والليبيون سينتقلون للشق الجديدة خلال عام". من جهته، قال المدير الليبي للمشروع رافع القطراني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "السلطات الليبية والمحلية في مدينة بنغازي قد اتفقت مع مديرية الأمن وكتائب الثوار عڵـى حماية مواقع العمل والعمال فور عودتهم للعمل". وأضاف أن "عددا من العمال عادوا إڵـى ليبيا [libya] فعليا لصيانة الآلات والمقار الإدارية ومقار إقامة العمال وأن مديرية الأمن تعمل عڵـى حمايتهم عڵـى مدار الساعة". وتوقع القطراني أن "تستكمل الشركة صيانة مقارها خلال ثلاثة أشهر ليتم استئناف العمل مجددا عڵـى هذه المشاريع". وتابع "سيتم تسليمنا خلال عام 1200 وحدة سكنية من المشروع وستستكمل البقية تباعا". وأوضح أن المشروع سيكون متكاملا بمرافقه الخدمية "لافتا إڵـى أن الشركة عادت للعمل دون شرط أو قيد أو تعويض". وقال إن السلطات الليبية نتيجة هذا الموقف الجيد ستتعاقد مع الشركة لإنجاز مشاريع البنية التحتية لهذه المشاريع كاملة.
يشار إڵـى أن الشركات الصينية العاملة في مجال البناء والتشييد المعماري اضطرت إڵـى تعليق أعمالها مؤقتا في مدينة بنغازي، شرق ليبيا،منذ اندلاع ثورة "17 فبراير"، حيث عاد آلاف العمال الصينيين إڵـى بلادهم هربا من القتال الذى كان دائرا آنذاك بين الثوار والكتائب الأمنية الموالية لمعمر القذافي.
وقد تعرضت مبان ومعدات وأجهزة الشركات الصينية في بنغازي، والشركات الأجنبية الأخرى مثل التركية والألمانية، لبعض أعمال الشغب والتخريب والحرق التى صاحبت ثورة 17 فبراير، نتيجة الفوضي وانتقاما من النظام الليبي المنهار وليس انتقاما من الأجانب.
والشركة الوطنية الصينية للانشاءات الهندسية المحدودة – فرع ليبيا [libya] كانت تنفذ 20 ألف وحدة سكنية في منطقة قنفوده غرب بنغازي، و5 الاف وحدة سكنية في منطقة جردينا عڵـى بعد نحو 30 كم من بنغازي، بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 4 مليارات دينار (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 1.29 دينار). ويقع المشروع عڵـى مساحة 1800 هكتار وقد كان يعمل في الشركة قبل الثورة نحو 11 الف عامل وفني ومهندس وإداري صيني، بالإضافة إڵـى العديد من العمال والموظفين الليبيين.
المصدر: شينخوا
ليبيا والصين تبرمان اتفاقا لاستكمال مشروع عقاري ضخم في بنغازي